السنة النبوية: منهجٌ للحياة ونورٌ يضيءُ الدرب السنة النبوية هي أقوال وأفعال وتقريرات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. تُعدّ السنة النبوية بمثابة دستورٍ للحياة، فهي تشمل جميع جوانب الحياة من عقائد وأحكامٍ ومعاملات وأخلاقيات، السنة النبوية هي وحي من الله عز وجل لابد ان نتبعه، فالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوي .
أهمية السنة النبوية:
تُبيّن وتفصّل ما ورد في القرآن الكريم من أحكامٍ عامة.
تُسدّ الثغرات التي لم يرد فيها نصٌّ قرآني.
تُوضّح معاني القرآن الكريم وتُفسّر مُشكله.
تُمثّل سيرةً نبويةً عطرةً يُقتدى بها في جميع جوانب الحياة.
خصائص السنة النبوية:
الهداية: تُرشدُ المسلم إلى طريق الصواب والسعادة في الدنيا والآخرة.
الكمال: تُكمّلُ القرآن الكريم وتُوضّحُ معانيه.
اليسر: تُيسّرُ على المسلمين تطبيق الأحكام الشرعية.
العدل: تُحقّقُ العدل والمساواة بين جميع الناس.
الرحمة: تُشيعُ الرحمة والبركة بين الناس.
مُكوّنات السنة النبوية:
الحديث الشريف: ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ.
السيرة النبوية: سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وصفاته.
الإجماع: اتفاقُ علماء المسلمين على حكمٍ شرعيٍّ لم يُنصّ عليه في القرآن الكريم أو السنة النبوية.
طرقُ حفظ السنة النبوية:
الكتب المُحدّثة: مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم.
المُسندات: مثل مسند الإمام أحمد بن حنبل.
السنن: مثل سنن الترمذي وسنن النسائي.
المعاجم: مثل معجم الكبير للطبراني.
دور السنة النبوية في حياتنا:
تُساعدُنا على فهمِ الإسلامِ بشكلٍ صحيحٍ.
تُرشدُنا إلى طريقِ الصوابِ والسعادةِ.
تُعلّمُنا الأخلاقَ الحميدةَ والقيمَ النبيلةَ.
تُساعدُنا على حلّ مشكلاتِنا اليوميةِ.
تُساهمُ في بناءِ مجتمعٍ إسلاميٍّ قويٍّ ومتماسكٍ.
السنة النبوية هي كنزٌ ثمينٌ لا غنى للمسلم عنه، فهي تُمثّلُ منهجًا للحياة ونورًا يضيءُ الدربَ للمسلمين في جميعِ جوانبِ حياتهم.
أدعية من السنة النبوية
1. دعاء الاستخارة:
“اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، أن ترزقني ما هو خير لي في ديني ودنياي وآخرتي، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب.”
2. دعاء الاستعاذة:
“أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه، ومن شر ما خلق.”
3. دعاء الصباح والمساء:
“أصبحنا وأمسينا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة التوحيد، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبيه إبراهيم حنيفًا مسلمًا، وما كان من المشركين.”
4. دعاء دخول المسجد:
“بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.”
5. دعاء الخروج من المسجد:
“بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك من فضلك العظيم.”
6. دعاء النوم:
“بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، أسألك أن تغفر لي ذنوبي كلها، إنك أنت الغفور الرحيم.”
7. دعاء الاستيقاظ من النوم:
“الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور.”
8. دعاء قبل الطعام:
“بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، وقنا عذاب النار.”
9. دعاء بعد الطعام:
“الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وجعلنا مسلمين.”
10. دعاء الوضوء:
“أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وفتّح عليّ أبواب رحمتك.”
ملاحظة:
- هذه بعض الأمثلة على أدعية من السنة النبوية.
- يُستحبُّ الدعاءُ بِقلبٍ خاشعٍ ونيةٍ صادقةٍ.
أدعية الرسول
دعاء قنوت الوتر
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يُعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليت) رواه أبو داود وصححه الألباني.
دعاء صلاة القيام والتهجد
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجَّد من الليل، قال: (اللهم لك الحمد، أنت نورُ السماواتِ والأرض، ولك الحمد، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرض، ولك الحمد، أنت ربُّ السماواتِ والأرض ومَن فيهن، أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، وقولُك الحقُّ، ولِقاؤك الحقُّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حق، والنبِيُّون حق، والساعةُ حق، اللهم لك أسلَمتُ، وبك آمَنت، وعليك توكَّلت، وإليك أنَبت، وبك خاصَمت، وإليك حاكَمت، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسرَرتُ وما أعلَنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت) رواه البخاري.
دعاء ليلة القدر
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟، قال: (قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعف عني) رواه الترمذي.
دعاء الصائم عند الإفطار
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) رواه أبو داود.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت، قال لهم: (أفطر عندكم الصائمون، وغشيتكم الرحمة، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة) رواه أحمد.
دعاء سداد الدَّيْن
عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (أَلا أُعلِّمُك دعاءً تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيْنًا لأدَّاه اللهُ عنك؟ قل يا معاذ: اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاء، وتنزعُ الملكَ ممن تشاء، وتُعِزُّ مَن تشاء، وتذِلُّ مَن تشاء، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قدير، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاء، وتمنعُ منهما من تشاء، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك) رواه الطبراني وحسنه الألباني.
وعن علي رضي الله عنه أن مُكاتباً (مديناً) جاءه، فقال: (إنِّي قد عَجزتُ عَن كتابتي فأعنِّي، قال: ألا أعلِّمُكَ كلِماتٍ علَّمَنيهنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، لو كانَ عَليكَ مثلُ جَبلِ صيرٍ دينًا أدَّاهُ اللَّهُ عَنكَ، قال: قُل: اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَن سواك) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
دعاء تفريج الهَمّ
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرَّج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) رواه الترمذي.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك، عَدْلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميتَ به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً، قال: فقيل: يا رسول، ألا نتعلمها؟، فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها) رواه أحمد.
في الختام، نستطيع القول أن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. فهي تُبيّن وتفصّل ما ورد في القرآن الكريم من أحكامٍ عامة، وتُسدّ الثغرات التي لم يرد فيها نصٌّ قرآني. كما تُوضّح معاني القرآن الكريم وتُفسّر مُشكله.
وتُمثّل السنة النبوية سيرةً نبويةً عطرةً يُقتدى بها في جميع جوانب الحياة. فهي تُعلّمُنا الأخلاقَ الحميدةَ والقيمَ النبيلةَ، وتُساعدُنا على حلّ مشكلاتِنا اليوميةِ، وتُساهمُ في بناءِ مجتمعٍ إسلاميٍّ قويٍّ ومتماسكٍ. لذلك، يجبُ على كلِّ مسلمٍ أن يُعظمَ السنةَ النبويةَ ويُطبّقَ تعاليمَها في حياتهِ. ففي ذلك فلاحُهُ وسعادتُهُ في الدنيا والآخرة.