تفسير سورة الفلق للأطفال والكبار

سورة الفلق: جوهرةٌ إلهيةٌ تُنيرُ دروبَ الحياة تُعدّ سورةُ الفلقِ، تلكَ الجوهرةُ الإلهيةُ القصيرةُ، من أقوى سورِ القرآنِ الكريمِ تأثيرًا، حيثُ تُنيرُ دروبَ الحياةِ وتُبعدُ عنها كلَّ شرٍّ وضرٍّ. فما هي مزايا هذهِ السورةِ المباركةُ؟ وما هي أسرارُ قوتها؟

أولاً: فضلُ سورةِ الفلقِ:

1. الحمايةُ من الشرورِ:

تُعتبرُ سورةُ الفلقِ حصنًا حصينًا ضدَّ كلِّ أنواعِ الشرورِ، سواءً كانتْ من الجنِّ أو الإنسِ أو الحيواناتِ أو غيرها. ففيها تعوذٌ باللهِ من شرِّ ما خلقَ، ومن شرِّ غاسقٍ إذا وقبَ، ومن شرِّ النَّفَّاثَاتِ في العُقَدِ، ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسدَ.

2. راحةُ النفسِ:

تُضفي سورةُ الفلقِ على المؤمنِ شعورًا بالأمانِ والطمأنينةِ، وتُبعدُ عنهُ الخوفَ والقلقَ. فالتعوذُ باللهِ عزَّ وجلَّ يُشعِرُ المؤمنَ بقربِ اللهِ منهِ ورعايتهِ لهُ.

ثانيًا: خصائصُ سورةِ الفلقِ:

1. القصرُ:

تُعدّ سورةُ الفلقِ من أقصرِ سورِ القرآنِ الكريمِ، حيثُ لا تتجاوزُ خمسَ آياتٍ. ممّا يجعلها سهلةَ الحفظِ والتلاوةِ.

2. التركيزُ على التعوذِ:

تركزُ سورةُ الفلقِ على التعوذِ باللهِ من الشرورِ، ممّا يُضفي عليها طابعًا خاصًا من القوةِ والفعاليةِ.

3. الإيجازُ:

تتميّزُ سورةُ الفلقِ بأسلوبِها الإيجازيِّ المُكثَّفِ، حيثُ تُعبّرُ عن معاني عظيمةٍ في كلماتٍ قليلةٍ.

ثالثًا: دروسٌ مستفادةٌ من سورةِ الفلقِ:

1. أهميةُ التوكلِ على اللهِ:

تُعلّمُنا سورةُ الفلقِ أهميةَ التوكلِ على اللهِ عزَّ وجلَّ، والاعتمادِ عليهِ في دفعِ الشرورِ.

2. ضرورةُ الاستعاذةِ باللهِ من الشرورِ:

تُؤكّدُ سورةُ الفلقِ على ضرورةِ الاستعاذةِ باللهِ من كلِّ أنواعِ الشرورِ، سواءً كانتْ ظاهرةً أو باطنةً.

3. الإيمانُ باللهِ وقدرتِهِ:

تُرسّخُ سورةُ الفلقِ الإيمانَ باللهِ عزَّ وجلَّ وقدرتِهِ على كلِّ شيءٍ، بما في ذلك دفعُ الشرورِ.

خاتمة: تُمثّلُ سورةُ الفلقِ جوهرةً إلهيةً تُنيرُ دروبَ الحياةِ وتُبعدُ عنها كلَّ شرٍّ وضرٍّ. فينبغي على كلِّ مسلمٍ أن يُواظبَ على قراءتهاِ وتلاوتهاِ، لِيُنيرَ اللهُ تعالى طريقهُ ويُبعدَ عنهُ كلَّ مكروهٍ.

تفسير سورة الفلق

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ

وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ

وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ

التفسير:

1. قل أعوذ برب الفلق:

أعوذ: أستجير وألجأ.

برب الفلق:

الفلق: الصبح، فكأنّ المؤمن يستجير بربّ الصبح من شرّ الظلمة.
الفلق: سجن في جهنم، فكأنّ المؤمن يستجير بربّه من دخوله.
2. من شرّ ما خلق:

من شرّ كلّ ما خلقه الله، من جنّ وإنس وحيوان وغيرها.

3. من شرّ غاسق إذا وقب:

الغاسق: الظلام، فكأنّ المؤمن يستجير بربّه من شرّ الظلام عندما يحلّ.
وقب: دخل.
4. من شرّ النّفّاثات في العقد:

النّفّاثات: الساحرات.
العقد: الخيوط التي تعقدها الساحرات في أعمال السحر.
5. من شرّ حاسد إذا حسد:

الحاسد: من يتمنى زوال نعمة من شخص آخر.
إذا حسد: عندما يزداد حسده ويبلغ ذروته.

الفوائد من سورة الفلق:

  • الحماية من كلّ أنواع الشرور.
  • الشعور بالأمان والطمأنينة.
  • التوكّل على الله تعالى.
  • الاعتماد على الله في دفع الشرور.
  • الإيمان بالله وقدرته.

لماذا سميت سورة الفلق بهذا الاسم ؟

سميت سورة الفلق بهذا الاسم لسببين رئيسيين:

**1. ** البدء بكلمة “الفلق”: تبدأ السورة بقوله تعالى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ”. و”الفلق” يشير إلى الصبح، أي بداية النهار. فكأنّ المؤمن يستجير بربّ الصبح من شرّ الظلام الذي يمّثل رمزًا للشرّ والجهل.

**2. ** الحماية من الشرور: تركز السورة على الاستعاذة بالله من مختلف أنواع الشرور، مثل:

شرّ ما خلق: أي شرّ كلّ ما خلقه الله، من جنّ وإنس وحيوان وغيرها.
شرّ غاسق إذا وقب: أي شرّ الظلام عندما يحلّ.
شرّ النّفّاثات في العقد: أي شرّ الساحرات.
شرّ حاسد إذا حسد: أي شرّ الحسد عندما يزداد ويبلغ ذروته.
فكأنّ السورة تُمثّل حصنًا حصينًا ضدّ كلّ أنواع الشرور، ولهذا سُمّيت “سورة الفلق”.

وإليك بعض النقاط الإضافية:

الترابط بين الاسم والمحتوى: يُلاحظ أنّ اسم السورة مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بمحتواها، حيثُ أنّها تُركز على الاستعاذة من شرّ الظلام والشرور الأخرى. سهولة الحفظ والتلاوة: تُعدّ سورة الفلق من أقصرِ سورِ القرآنِ الكريمِ، ممّا يجعلها سهلةَ الحفظِ والتلاوةِ. الفضل العظيم: على الرغم من قصرها، إلّا أنّ سورة الفلق تُعدّ من سورِ القرآنِ الكريمِ ذاتِ الفضلِ العظيمِ، حيثُ أنّها تُحفظُ المؤمنَ من كلّ شرٍّ وضرٍّ.

ما هو الفلق ولماذا حذرنا منه؟

لفظ “الفلق” له معنيان رئيسيان في سياق سورة الفلق:

1. الفلق بمعنى الصبح:

الصباح: هو بداية النهار، حيثُ ينشقّ الظلام ويظهر النور.
الحذر من شرّ الظلام: حذّرنا الله تعالى من شرّ الظلام، لأنّه قد يُمثّل رمزًا للشرّ والجهل والفساد.

2. الفلق بمعنى سجن في جهنم:

سجن في جهنم: روى بعضُ العلماء أنّ “الفلق” هو اسمٌ لسجنٍ في جهنم.
الحذر من دخول جهنم: حذّرنا الله تعالى من دخول جهنم، لأنّها مكان العذاب الأليم.

لذلك، حذرنا الله تعالى من “الفلق” في سورة الفلق لسببين:

1. الحذر من شرّ الظلام:

الظلام قد يُؤدّي إلى:
الوقوع في المعاصي: قد يُؤدّي الظلام إلى عدم القدرة على تمييز الحقّ من الباطل، ممّا قد يُؤدّي إلى الوقوع في المعاصي.
الخوف والقلق: قد يُؤدّي الظلام إلى الشعور بالخوف والقلق، ممّا قد يُؤثّر على حياة الإنسان بشكلٍ سلبيّ.
الابتعاد عن الله: قد يُؤدّي الظلام إلى الابتعاد عن الله تعالى، لأنّه يُمثّل رمزًا للجهل والفساد.

2. الحذر من دخول جهنم:

جهنم هي: مكان العذاب الأليم، حيثُ يُعذّبُ الكافرون والمُذنبون.
الحذر من دخول جهنم واجبٌ على كلّ مسلمٍ: يجبُ على كلّ مسلمٍ أن يُحذّر نفسه من دخول جهنم، وأن يُسعى جاهدًا للعمل الصالح لكي ينال رضى الله تعالى.

كيف نحمي أنفسنا من شرّ “الفلق”؟ قراءة سورة الفلق والمعوذتين: يُستحبّ قراءة سورة الفلق والمعوذتين (سورة الناس) في الصباح والمساء، لكي نحمي أنفسنا من شرّ الظلام والشرور الأخرى. الإكثار من ذكر الله تعالى: يُستحبّ الإكثار من ذكر الله تعالى، لأنّه يُؤدّي إلى طرد الشياطين وحماية الإنسان من الشرور. الابتعاد عن المعاصي: يجبُ على كلّ مسلمٍ أن يُبتعد عن المعاصي، لأنّها تُؤدّي إلى غضب الله تعالى وعقابه. العمل الصالح: يجبُ على كلّ مسلمٍ أن يُسعى جاهدًا للعمل الصالح، لأنّه يُؤدّي إلى رضى الله تعالى ورحمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top